X
  • On 06/09/2016
شعر و ادابالتصنيف:

قصة واقعية .. الخوف

قصة واقعية حدثت بالفعل، في أحد المدارس، تلك القصة تخبرنا بمدى الخوف الذي تعاني منه بناتنا والطالبات دون أن يخبرن بما يحدث لهن، وتتعدد أسباب الخوف في عدم البوح فمنهم من يخشى من العائلة، ومنهم من يخشى من الفضيحة، بالرغم من أنه ليس ذنبهم أن يحدث لهم مثل هذه المواقف.

قصة واقعية الخوف

الطالبة:

هي طالبة في مدرسة، معروف عنها أنها من أفضل الطالبات، مؤدبة، ومتفوقة، ولا تثير الشغب أو تتسبب في المشاكل، والأهم أنها متفوقة في دراستها ومن الأوائل على المدرسة، ولكن في الفترة الأخيرة لاحظت إحدى العاملات تغيراً ملحوظاً في سلوك الفتاة وكأن الخوف يسيطر عليها دون سبب، وبدأ ذلك يؤثر على تقدمها الدراسي، ولم تعد من المتفوقات بل تراجع مستواها التعليمي، ولم تتحمل العاملة هذا الأمر، بل بادرت بالتحدث إلى المشرفة الاجتماعية بالمدرسة لعلها تجد حل لهذه المشكلة.

المشرفة الاجتماعية:

حاولت مع الفتاة أن تتحدث معها لتخبرها بما يحدث معها، وإن كان هناك مشاكل في المنزل أو مع عائلتها، يجعلها تخاف كل هذا الخوف دون مبرر له، ولكن الفتاة لم تتحدث في البداية وأصبحت ذات نظرات ضائعة وخائفة، وشعرت المشرفة بالخطر، وأصبحت أكثر إصراراً لتعلم ما بها تلك الفتاة، وبالتدريج بدأت الفتاة تهدأ وتبوح لها بما تخبئه بداخلها، وتتحدث وهي تبكى، أنه السائق الذي وظفه والدها ليوصلها كل يوم إلى المدرسة، منذ شهرين وهو يأخذها في أماكن بعيدة ومنعزلة، ويتحرش بها، ويضع يده على مناطق حساسة في جسدها، حتى شعرت بالخوف منه، وكانت مترددة أن تخبر أحد، ولكن مع تكرار تلك الأفعال زاد الخوف عندها، ولم تعرف ماذا تفعل.

الصدمة:

شعرت المشرفة الاجتماعية بالصدمة، فهي لم تتخيل ما تخبرها به الفتاة، ولكنها لم تبين لها ما تشعر به، وسألتها في هدوء ولماذا لم تخبري أمك بهذا الأمر، فهي أقرب إنسانه في الوجود إلى قلبك، وتخاف عليكٍ وتحميكٍ، أخبرتها الفتاة أن أمها تعلم بالأمر ولم تفعل شيئاً، وكل رد فعلها هو أنها قالت للفتاة لا تخبري والدك بهذا الأمر، حتى لا يطرد السائق ولا يأمن علينا سائق آخر، وتكون النتيجة أننا لن نخرج من النزل، وزادت الصدمة لدى المشرفة من رد فعل الأم، كيف لها أن تتعامل هكذا مع مشكلة كبيرة كهذه دون أن تفعل شيء إيجابي يحمي ابنتها.

مكالمة:

احتارت المشرفة ماذا تفعل مع الفتاة، وتلك الأم بذلك رد الفعل البارد لديها تجاه مصيبة ابنتها، ولكنها في النهاية قررت أن تتحدث مع الأم، وبالفعل تحدث معها في مكالمة تليفون تخبرها بهدوء بما قالته لها ابنتها، ولكنها صرخت في التليفون بأن تلم الفتاة طائشة وأنها جلبت العار لأهلها وعائلتها، وكيف لها أن تجرؤ على البوح بهذا السر للآخرين، وزادت حيرة المشرفة حتى أنها شعرت بخطأ فعلها، كيف يكون هذا هو رد الأم، مجرد أن الفتاة أخطأن لتتحدث عما يقلقها، ولم تفهم لماذا الأمور هكذا في هذه العائلة، وعادت لتجد حل للمشكلة، وأخيراً قررت أن تخبر والد الفتاة على أمل أن يكون أكثر إيجابية من الأم، وأن يصل معها إلى ما يطمئن ابنته ويجعلها تشعر بالأمان مرة أخرى.

الوالد:

تحدثت المشرفة مع الوالد وطلبت منه الحضور إلى المدرسة، وعندما لبي طلبها تحدثت معه بهدوء وحكمة وأخبرته أن الأمر لابد وأن يُعالج بشيء من الرشد دون أي مشاكل للفتاة أولاً قبل أي أحدٍ آخر، ولحسن الحظ لم يكن الأب مثل الأمل في هذه المسألة، فقد تفهم الأمر جيداً واستدعى السائق بهدوء وأعطاه باقي مستحقاته وصرفه عن العمل.

الأم:

عادت المشرفة لتتحدث إلى الأم، فهي يجب أن تغير من طريقة تفكيرها تجاه ما حدث لابنتها، فمنطق الفضائح، والعار في هذا الشأن يضر أكثر مما يفيد، ويجب أن تقتنعي أن الفتاة لم تفعل ما يخجل بل أنها ضحية، ويجب معاقبة ذلك المجرم على ما فعله، وعندما فهمت الأمر خطورة الموضوع لم تترك بنتها تشعر بالخوف مرة أخرى وكانت لها خير سند وخير معين، وظهر هذا واضحاً بعدما عادت الفتاة إلى مستواها التعليمي المتقدم، وتفقوها المعتاد.

راندا: