قصة ونوادر قصيرة مضحكة

الكتب:

ما نعرفه من أقوال مأثورة وحِكَم، قد يثير الكثير من الكُتاب ليتحدثوا عنها من خلال كتبهم، تلك الكتب التي له عشاقها من القراء والمثقفين، والكتب أنواع منها الفكاهي ومنها الثقافي، ومنها السياسي، وغيرها من أنواع الكتب، ومن أشهر تلك الكتب كتب نوادر تحكى لنا مواقف الهدف منها إضحاك الناس، ولكن هذا لا يمنع أن تكون تحتوي بداخلها على حِكمة أو معلومة، أو حتى نصيحة تُقدم لنا في شكل ضاحك جذاب.

أشعب والسمك:

يُقال أن مجموعة من الناس يتشاركون في أكل السمك أمام رجلاً ثري، ودخل عليهم أشعب، فقال أحدهم: “من عادة أشعب ألا يأكل الطعام البسيط، بل أن أعظم الطعام وأفضله هو ما يأكله أشعب، لذلك قدموا له أكبر السمكات حتى يأكلها، وبالفعل حضروا له ما طلب الرجل، ثم دخل أشعب عليهم، وسألوه بمجرد دخوله، ماذا ترى، وما رأيك بالسمك؟، قال لهم: “أنا لا أحب السمك، وأكرهه كرهً شديداً، وذلك لأن والدي مات في البحر، وكان وجبة للسمك، فقال الجمع: “حان الوقت لتأخذ بثأر والدك!!، فجلس إلى المائدة، ولكنه لم يأكل السمك الكبرى، وهذه من نوادر أشعب العجيبة، فهو دائماً ما يختار الأفضل والأكبر، ولكنه أمسك بالسمكة الصغيرة التي كانت في الخفاء منه، فوضعها عند أذنه، وعاد ينظر إلى السمك الكبير على المائدة، وفطن إلى ما فعلوه القوم به.

السمك الكبير:

قال أشعب: “أتدرون ما تقول هذه السمكة؟”، استغرب الجالسون على الطعام، وقالوا: “وكيف لنا أن نعرف؟!”، قال أنها تقول أنها صغيرة وأنها لم تحضر موت والدي، وبالتأكيد لم تشارك في التهامه، وأخبرتني السمكة الصغيرة عن السمك الكبير، فهو كبير وله أن يدرك والدي ويشارك في التهامه.

الملك الحائر:

ومن نوادر الحكايات، عن ملك حائر وحزين من زيادة وزنه، وظهور الكثير من الشحم واللحم، وكان يبحث لحل لهذه المشكلة، حتى أنه جمع جميع الحكماء ليقدموا له الحل المناسب له، ولكنهم وقفوا عاجزون أمام مشكلة الملك، إلا أن جاء رجل ذكي جداً، وقال له الملك: “هل لديك علاج لمشكلتي؟”، فإن عالجتني منها سأجعلك غني جداً، قال الرجل: فقط كم صالحاً في ملكك، أنا من ينظر إلى الطالع، أتركني الليلة لأنظر إلى طالعك وأخيرك بما أراه، قد أجد لك دواء يناسبك، وإن لم أثبت لك بصدق حديثي فلك أن تحبسني حتى تتأكد منه، وبالرغم من أن الملك يؤمن بأن هذا الحديث مجرد نوادر ليس لها أساس من الصحة إلا أنه وافق على طلبه، وعاد الملك حزيناً وكئيباً كل يوم أكثر مما اليوم الذي قبله، حتى أصابه الهزال وخف لحمه، وظل هكذا إلى أن صاروا 28 يوم، وعندما أخرجه من محبسه، قال له ماذا ترى؟ قال المنجم: أخبره أنه لا يعلم الغيب، وكيف ذلك وهو لا يعرف عمره، أو عمر الملك، ولكن ليس لديه دواء سوى الغم، ولكن ليكون الملك مهموماً ويصيبه الغم كان لابد من حيلة، ولم يجد أمامه سوى هذه الحيلة، لأن الغم يذيب الشحم، ولكن الملك فرح لزوال الشحم من جسده، وأعطاه ما يريد.

الجاحظ:

هو شخصية شهيرة في عالم النوادر والحكايات، حتى أنه كان يقف أمام منزله، وإذا بامرأة رائعة الجمال تمشي بجواره، وتبتسم له، وهي تقول: “لي إليك حاجة”، وسألها الجاحظ: وما هي حاجتك التي عندي؟ قالت: “فقط أريدك أن تذهب معي، وعندما سألها عن المكان الذي سيذهب إليه، لم تخبره بشيء وقالت له: “اتبعني دون أن تسأل إلى أين؟” ونفذ الجاحظ وسار ورائها إلى أن وصلا إلى محل للصياغة والمجوهرات، وقالت المرأة وهي تتحدث مع الصائغ مثل ها! وبعدها انصرفت، ولم يفهم الجاحظ شيئاً، وسأل الصائغ ماذا تعنى تلك المرأة، وأجابه الصائغ باندهاش عندما جاءته المرأة تطلب منه أن ينقش صورة للشيطان على خاتم هي تملكه، وعندما أخبرتها أني لم أرى أي شيطان في حياتي أتت بك أليّ لأنها تظن أنك تشبهه!.