الإنترنت:
عالم الانترنت عالم كبير وغريب، لا يمكن للإنسان أن يصل إلى آخره، لأن كل يوم يأتي بالجديد والعجيب لنا، لم يتخيل أحد أن يصل ذلك الأمر إلى هذه الأهمية وبهذه السرعة، ولكنه حدث، وأصبح عالم الانترنت يضم الكثير والكثير من البشر، ومعظمهم من الشباب والفتيات الصغيرات، وله قصص وحكايات كثيرة يكون هو السبب الرئيسي فيها، بعضها يكون سعيد والبعض الآخر حزين، ولكنه في النهاية مازال مستمر، وله تأثير كبير على حياتنا جميعاً.
فتاة صغيرة:
أنها فتاة في العشرين من عمرها، انتهت من دراستها وتبحث عن عمل، كغيرها من الفتيات، وكانت وسيلتها في البحث هو عبر الانترنت، وفي أثناء بحثها تعرفت على شاب وتحدثت معه في البداية لم تهتم به، فهو بالنسبة لها مجرد حديث وسينتهي ولن يتكرر اللقاء مرة أخرى، ولكنه لم يحدث كما أرادت، بل حدث المزيد، وبدأت تتعلق به، وتشعر تجاهه بالكثير من العاطفة، إلى أن وصلت إلى مرحلة الحب الأول والأخير بالنسبة لها.
بلد آخر:
وكانت صدمتها أكبر عندما علمت أنه يعيش في مكان آخر، خارج البلاد حتى أنها حزنت كثيراً كانت تتمنى أن تراه وجهاً لوجه وتخبره بكل ما في قليها من أحاسيس ومشاعر ادخرتها فقط له، فهو حبيبها الأول، ولكن لم يحدث، واكتفت بأن تتحدث معه عبر الانترنت، وكم كانت فرحتها كبيرة عندما أخبرها بحبه لها وأنها أهم شخص في حياته، فهي الحب الأول له، واتفق معها على أن يسافر إلى أهلها ليطلبها منهم، وطارت من الفرحة لسماع هذا الخبر.
الفراق:
ومرت الأيام، ولم يأتي ذلك الشاب، وقلقت عليه وحاولت الوصول إليه بكافة الطرق، إلا أنها فشلت في العثور عليها، فهو لا يرد على رسائلها، وبدأت تقتنع أنها كانت بالنسبة له لعبة وأنه خدعها باسم الحب، وحاولت أن تقتلع حبه من قلبها ولكنها فشلت، حتى أنها كانت ترفض كل من يطلبها للزواج، فقط لأن حبه مازال يشغل قلبها، فهو الحب الأول في حياتها.
صدفة:
عاشت الفتاة بجسدها ولكن روحها لا تزال معه، إلى أن جاء يوم وطلبت منها الشركة التي تعمل بها أن تسافر إلى الخارج لتقوم بالمشاركة في حل خلاف حدث بين العميل بالخارج، واعتبرتها فرصة لها حتى تنسى ما بداخلها من أحزان، فإن السفر يفيد في هذه المواقف، ووافقت على السفر، وبالفعل وصلت إلى هذه البلد رائعة الجمال، واتفقت مع العميل على أن تقابله في الموعد الذي يحدده هو، وفي الموعد المحدد ذهبت إليه، ولكنها اندهشت من لقاءه، فقد شعرت بأنها تعرفه من قبل مع أنها هي أول مرة تقابله في حياتها.
الدفتر:
تحدثت معه عن العمل، واتفقا على كل شيء، وتم حل الخلاف تماماً، ولكنها مازالت مرتبكة بسبب ذلك الشعور الخفي، حتى أنه شعر بهذا الارتباك وسألها، هل من مشكلة؟ ولكنها أجابت بالنفي، وتركته ورحلت، وفي الفندق اكتشفت أنها نسيت دفتر عملها في مكتبه، وأرادت أن تعود إليه إلا أن الساعة باتت متأخرة، فقررت العودة إليه مرة أخرى في الغد لتستعيده.
معرفة الحقيقة:
عادت في الصباح إلى مقر الشركة تسأل عن دفترها وأخبرتها السكرتيرة أن المدير يؤكد على لقاءه بها، وعندما دخلت عليه المكتب وجدت الدفتر بيده، وهو ينظر إليه دون أن ينتبه إليها، وعندما تحدثت إليه نظر إليه وعلى وجهه تلك الابتسامة، واندهشت فهي أول مرة ترى ابتسامته، فهي رائعة، وتحدث معها ليخبرها أنه قد رأى الدفتر من الداخل باحثاً عن عنوانها أو رقم تليفونها، ولكنه لم يرى سوى أسمها، وعرفها على الفور، أنها نفس الفتاة التي كان يتحدث معها من قبل عبر الانترنت، أنها الفتاة التي تمثل له الحب الأول والذي لا يمكن نسيانه.
الحادثة:
كادت أن يغمى عليها من معرفته ورؤيته أمامها هكذا، أنه غاية في الجمال والروعة، أنه الحب الأول في حياتها، كيف لها أن تنساه، ولكن لماذا ابتعد عنها كل هذا الوقت، أخبرها بالحادثة التي تعرض لها، والتي جعلته مشوه الوجه، وقد فضل أن يتركها تحب شخصاً آخر على أن يتزوجها وهو مشوه بهذا الشكل، ولكن عندما أخبره الأطباء بأنه يمكن أن يخضع لعمليات التجميل التي تجعل من وجهه جميلاً مرة أخرى، شعر بأن الله يهديه فرصة ثانية ليتزوج من حبيبته التي فقدها في الماضي، ولكنه عندما عاد إلى الانترنت يطلب منها السماح لم يجدها، وأخبرته أنها تخلصت من كل ما يذكرها به حتى الإيميل الإلكتروني الخاص بها، فهو السبب في أنها تعرفت إليه، وبعد صدمة الفراق تخلصت منه، ولكنها اليوم أسعد فتاة في العالم فقد عادت لها روحها، وعاد قلبها ينبض من جديد، فقط عندما عاد إليها حبها الوحيد.
